بداية، وقبل الخوض بأي شيء يجب أن أكون صادقاً مع الجميع بأنني أيدت وما زلت أؤيد حراك 30 يونيو المصري لإجبار الرئيس محمد مرسي على انتخابات مبكرة، ربما لم تعجبني النهاية الحاسمة بطريقة عسكرية وكنت أتمنى أن يكون هذا الموقف من الرجل الذي وعد بالاستقالة لو خرج عليه 100 شخص فقط، لكن النهاية الحالية واقع ويجب التعامل معه.
بعيداً عن السياسة وما يجب أن يفعله الشعب المصري فهو أدرى بأمور بلاده، هناك ترويج واضح ومتكرر لأن أمريكا تحاول دعم الإسلاميين في المنطقة، وأنها راعية الإرهاب الجديد الذي بدأنا نراه في بعض البلاد العربية، وأنها تحاول تقديم الاسلام للعالم على أنه دين تسامح منطقي.. فهل هذا ممكن؟
الجواب : لا، والسبب بسيط اسمه "اسرائيل"، فتجميل الاسلام يعني فعلاً نهاية اسرائيل، لأن تلك الدولة قامت على الرأي العام واجماع العالم عليها بغالبيته مستغلة عقدة الذنب لدى الأوروببيين وصورة المسلمين السيئة في العالم على أننا قتلة تجار دم مسيئون للمرأة، وبالتالي فتجميل الصورة مستحيل ... لكن الممكن هو التحالفات من أجل المصالح.
الأمريكان لهم دين واحد اسمه "مصالح"، ومصلحة الأمريكان الآن في مصر هي "أمن اسرائيل" فقط حسب ما قالت نيويورك تايمز، فمهما كانت ديانة الرئيس الموجود فإن المعيار للحكم على التعامل معه هو مصلحة اسرائيل فقط ... وغير ذلك، فهو مجرد كلمات للتسويق.
أمريكا قد تتحالف مع الاسلاميين وقد تمولهم .... لكنها أبداً لن تقوم بتجميل صورتهم، ففي عز تحالفها معهم في أفغانستان، كانت هناك دعايتان، دعاية لشجاعتهم ضد السوفييت، ودعاية تصورهم متخلفين مما يجعلهم بعيدين عن صناعة معجبين بهم.