لا أحد يستطيع أن يشكك بأن قناة الجزيرة هي اللاعب الأهم في عالم الإعلام العربي، ورغم تأثر عدد المشاهدين للقناة في موجة الربيع العربي والاختلافات التي حصلت بعدها بين التيارات المختلفة، فإنها ما زالت الأكثر مشاهدة، وبما أنها الأهم فمن الجميل أن نشارككم ببعض المعلومات عنها.
- بدأت قناة الجزيرة عملها في الأول من نوفمبر عام 1996، مستفيدة من إغلاق قناة بي بي سي العربية "قبل إعادة فتحها"، وهو الإغلاق الذي جاء على إثر خلافات بين شبكة أوربت الممولة لبي بي سي آنذاك وإدارة القناة البريطانية حول بث برامج تتعلق بالقصاص حسب الشريعة الإسلامية وتعرضها لمقص الرقيب... بدأت الجزيرة البث لمدة 6 ساعات فقط وذلك لمدة عام كامل، حيث تحولت إلى 12 ساعة في أواخر 1997.
- تلقت الجزيرة دعماً حكومياً مالياً كبيراً في أول 5 سنوات، هذا الدعم كانت قيمته 137 مليون دولار (في حال أخذنا حسابات التضخم الاقتصادي فهذا المبلغ يعادل 200 مليون دولار في عام 2013).
ولم تصدر الجزيرة بعد بدايتها أي شيء يتحدث عن ميزانيتها، ورغم توسعها إلى القنوات الرياضية والإنجليزية والفرنسية والأطفال فليس هناك أي أرقام تكشف عدد الموظفين أو الميزانية الخاصة بالقناة .. وكل ما نسمعه من أرقام هو مجرد تخمينات ليست حقيقية، باستثناء معرفة أن عدد أعضاء فريق تحرير القناة الإخبارية العربية يقارب 100 موظفاً.
- شعار الجزيرة منذ البداية كان "الرأي والرأي الأخر"، وكانت الصدمة للجميع عندما تم استقدام اسرائيلي يتكلم العربية على الهواء مباشرة لأول مرة على قناة عربية تحت غطاء هذا الشعار، وهو أمر ما زال يثير الجدل حتى بين الأوساط المؤيدة للقناة.
- حسب المختصين، فإن الجزيرة قدمت نفسها عالمياً من خلال كونها القناة الوحيدة التي كان لها مراسلين أثناء قصف العراق عام 1998 فيما يعرف بعملية ثعلب الصحراء، ثم من كونها كانت أول قناة تبث حواراً مطولاً خاصاً مصوراً مع أسامة ابن لادن قبل أحداث سبتمبر، وبعدها كانت الوحيدة التي تبث المقاطع المسجلة لأسامة ومساعديه.
- يعتبر وضاح خنفر وفيصل القاسم والمستقيل من القناة ورئيس قناة الميادين حالياً غسان بن جدو ويسري فوده المستقيل أيضاً من أهم أركان نجاح القناة ووصولها إلى العالم، فبرنامج فيصل القاسم جذب الناس من خلال اختلاف الأراء والجرأة الغريبة على الشارع العربي في بدايات القناة، وغسان بن جدو حقق نجاحات كبيرة كالدخول إلى غزة ومقابلة حسن نصر الله في فترة لم يستطع أي كان الوصول إليه في عام 2007، وبرنامج سري للغاية كان أحد أكثر البرامج جذباً للشباب مع يسري فوده.
- لخص أكثر من شخص ومنهم مستقيلون من قناة الجزيرة أن سر نجاح القناة كان بسيطا ... "تليفون"، لكنه تليفون غير مراقب ويسمح لك بقول ما تريد بنسبة 99%.
- الجزيرة تملك حضوراً عالمياً لا يعرفه كثيرون بالإضافة إلى الجزيرة الانجليزية، فهناك جهل بحقيقة أن الجزيرة لديها قناة أمريكية بعد شراء Current TV، كما أن لديها القناة الرياضية واسعة الانتشار عالميا beIN Sport وهناك الجزيرة التركية والبلقان ... ببساطة هي عملاق عالمي ولم يعد إقليمي ابداً.
- تسربت أخبار عام بأن جورج بوش فكر بضرب مقر قناة الجزيرة الرئيسي أثناء اجتياح الفلوجة عام 2004، حيث اعتبرها الرئيس الأمريكي السابق محرضة وناشرة للكراهية.
- من أشهر الادعاءات المتعلقة باستقلالية الجزيرة عن السياسة القطرية الرسمية ما تم تسريبه في ويكيليكس عام 2010 من أن القناة تخدم سياسة واضحة وليست مستقلة، كما فتحت الغارديان الانجليزية ملفات عديدة حول المسألة أشهرها ما جاء في سبتمبر 2012 من أن الجزيرة الانجليزية باتت قناة مسيطر عليها وليست حرة كما كان في البداية.
- هناك مصطلح يصعد في عالم الاعلام اسمه "تأثير الجزيرة"، وهو مصطلح ظهر لأول مرة عام 2008 عبر الكاتب والناشط السياسي والإعلامي فيليب سيب، وهو مصطلح يشرح ظاهرة فقدان الحكومات للسيطرة على الإعلام كونها المصدر الوحيد للمعلومة، وذلك مع بداية وصول الجزيرة لشريحة كبيرة من الأوساط العربية مطلع القرن الحالي وفقدان الحكومات القدرة على توجيه ما تريده من معلومات لشعبها بسبب إقبال الناس على الجزيرة ... مصطلح "تأثير الجزيرة" ليس فقط خاص بالجزيرة، بل بكل شيء معلوماتي وإعلامي تفقد الحكومات السيطرة على التحكم بما يصل إلى الشعب بسببه.