الرئيس الروسي ميدفيد (يسار) خلال تكريم ميخائيل كلاشنيكوف مؤخرا بلقب بطل روسيا



البندقية الأشهر في العالم؛ سلاح الثورات وحروب العصابات يقف وراءها رجل روسي عظيم أطلق إسمه عليها بعد اختراعها. هذا الرجل هو ميخائيل كلاشنيكوف الذي يرفض التخلي عن العمل وقد بات اليوم في التسعين من عمره.
موسكو: صدر عن إحدى دور النشر الموسكوفية كتاب بعنوان “ميخائيل كلاشنيكوف” من تأليف الكاتب الكسندر اوغانوف الذي زامل مخترع “رشاش كلاشينكوف” عندما عمل في مؤسسة “روساوبورون اكسبورت” التي تدير الصادرات الروسية من الأسلحة.
ويجد قراء هذا الكتاب ما يشبع طموحهم لمعرفة المزيد عن هذا الشخص العصامي الذي شق الصخر بيديه والذي يطفئ شمعته التسعين في العاشر من تشرين الثاني نوفمبر 2009.
وجاء في مقدمة الكتاب إن الكثير من الخبراء يرون أن ما اخترعه ميخائيل كلاشنيكوف مكّن فصائل المقاومة الشعبية حول العالم من أن تصير قوة قدّيرة يتأثر بها الفكر العسكري في عصرنا الحديث.
وتشير دلائل كثيرة إلى أن رشاش كلاشنيكوف (أ ك-47) هو السلاح الأكثر استخدامًا في العالم إلى جانب السلاح الأبيض.
وذكرت صحيفة “فوينو بروميشليني كوريير” لسان حال مجمع الصناعات العسكرية الروسية أنه يوجد في العالم الآن أكثر من مئة مليون رشاش أ ك-47، أي أن حصة سكان العالم لكل رشاش كلاشنيكوف أصبحت 60 شخصًا. وبينما ينتظر الخبراء الغربيون أن يستمر الطلب العالمي على رشاشات كلاشينكوف حتى عام 2025 على الأقل، يعتقد الخبراء الروس أن تظل رشاشات كلاشنبكوف في الخدمة لمدة مئة عام أخرى.
ويمكن القول إن السنوات الطويلة التي أمضاها ميخائيل كلاشنيكوف في طريق الحياة لا تثقل كاهله، فهو يظل في موقع عمله رئيسًا لمكتب تصميم الأسلحة النارية في مصنع الإنتاج الحربي “إيغماش”.
ونقلت الصحيفة عن ميخائيل كلاشنيكوف أنه يريد أن يظل سلاحه يخفر السلم والعدل، ويتمنى على مَن يحمل رشاشه أن يتمسك بالوصية القائلة بأن المقاتل الروسي لا يستل سيفه إلا عند الضرورة ولا يعيده إلى مكان حفظه إلا بعد أن ينجز عملاً مجيدًا.
عن ايلاف
أطلق الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف على ميخائيل كلاشنيكوف، مبتكر أشهر بندقية أصبحت تعد أشد الأسلحة فتكا في العالم، لقب “بطل روسيا” وأشاد مدفيديف بكلاشنيكوف لانه أنتج سلاحا “تفتخر به روسيا كلها”.
وقال مدفيديف لكلاشنيكوف بعد أن قلده وساما هو عبارة عن ميدالية من الذهب في حفل مشهود في الكرملين للاحتفال ببلوغ مخترع البندقية سن التسعين “في بلدنا لا تحدث هذه الظاهرة كل يوم”. ومضى يقول “لا أعني الكلاشنيكوف فقط وإنما أيضا المنتج الذي ابتكرته والذي جعل كل روسي فخورا به، وجعله يشعر بأنه جزء من التاريخ ويلهمه من أجل العمل للمستقبل”.
وكان كلاشنيكوف، الذي بدا واهنا، يرتدي زي جنرال مزين بنجمتي “بطل العمل الاشتراكي” وهما وسام من الذهب يرجعان للحقبة السوفيتية وتبادل أنخاب الشمبانيا مع ميدفيديف.
وتستخدم جماعات شبه عسكرية ومتمردون وكذلك العصابات ومهربو المخدرات كثيرا من بنادق الكلاشنيكوف في أرجاء العالم والتي يقدر عددها بحوالي 100 مليون قطعة. ويعتقد أن هناك ملايين القطع المزيفة في أنحاء العالم والبندقية منتشرة في أنحاء العالم الى حد أنه كثيرا ما يقال انها قتلت من البشر أكثر مما قتل أي سلاح آخر.
وقال كلاشنيكوف بصوت ضعيف أثناء الحفل “ليس ذنبي أن هذا السلاح استخدم حيث لا يجوز”. ومضى يقول “هذا ذنب السياسيين لا المصممين وأنا صممت السلاح للدفاع عن حدود أرض الوطن”.
وكثيرا ما يشعر الروس الذين لا يزال كثيرون منهم يبكون على عهد الاتحاد السوفيتي بالفخر لما يرون أنه تفوق للكلاشنيكوف على السلاح الامريكي الصنع الذي نافسه أثناء الحرب الباردة وهو البندقية ام 16.
وقال كلاشنيكوف المتفائل “أنتظر ليرى من سيصنع سلاحا أفضل لأكون أول من يهنئه” وكان يتحدث في فيلم وثائقي أذيع على التلفزيون الروسي اليوم الثلاثاء حيث تحل فيه أيضا ذكرى مرور 60 عاما على دخول البندقية الآلية في الخدمة في
الجيش الروسي.
وكان من شأن هذا الابتكار أن يجني لكلاشنيكوف الملايين لو كان يعيش في الغرب، إلا أنه يعيش في روسيا في شقة متواضعة ترجع إلى أيام الاتحاد السوفيتي، في منطقة ايشفسك في شرق موسكو.


يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاكثر مشاهدة