عشرة أمور يجب أن تعرفها عن الدولة العثمانية



محمد عواد- غريب جداً حجم الحكم من دون معرفة على الدولة العثمانية من قبل العرب، فمن يعتبر نفسه اسلامياً يشجعها ويقول أموراً لا منطقية ولا واقعية فيها فقط ليبرر حبه لها، والمؤمنون بالمنهج القومي العربي يقومون بنفس الخطأ لكن يقولون عنها أموراً سلبية للغاية... من أجل ذلك كان لا بد من وقفة صادقة وذكر بعض الأمور لتفتح باب البحث للمهتمين بهذه الإمبراطورية.
- سميت هذه الدولة بالعثمانية نسبة إلى عثمان بن أرطغرل الذي ولد في نفس سنة غزو المغول لبغداد، هو أسس الدولة العثمانية ونجح بالانتصار على المغول في بداياته السياسية مما أعطاه هيبة في المنطقة.

- للدولة العثمانية 6 عواصم تغيرت مع الزمن وهي بالترتيب الزمني من الأقدم إلى الأحدث : سوغوت - يارهيسار - اينيه غول - بورصا - أدرنة - اسطنبول (القسطنطينية).

- استمرت الدولة العثمانية 600 عاماً ما بين 1299 إلى 1923، وهي وصلت ذروتها ما بين القرن السادس عشر والسابع عشر.

- وصلت الدولة إلى قمتها مع السلطان سليمان القانوني الذي خصص له مسلسل "حريم السلطان"، هو أطول حاكم في تاريخ الدولة العثمانية ولقبه الغربيون بسليمان العظيم، وهو أول سلطان عثماني تزوج من عامة الشعب وهو من أوقف المد الصفوي، كما وصل بالجيش إلى المجر وصربيا، وهو قتل ابنه بسبب مؤامرة نصبتها له إحدى زوجاته كي تنصب ابنها سليم على العرش حيث أقنعته بأن ابنه المقتول مصطفى يريد الانقلاب عليه.... ولم يثبت على سليمان تناول الخمور وعشق النساء كما روج المسلسل، ولكن يجب الإشارة إلى أن حلمه في دولة عظمى كان مستوحى من الاسكندر المقدوني الذي عشقه منذ صغره.

- يؤخذ على الدولة العثمانية أنها ألغت مطلع القرن الثامن عشر قانون الرق والعبيد، لكنها أوقفت الرق على البيض وبقي مطبقاً على السود حتى سقوط الدولة تقريبا، كما أن لديها مشكلة بتطبيق الجواري حتى وصل لدى بعض السلاطين الالاف منهن!

- لغة الدولة العثمانية الرسمية عبر تاريخها هي التركية العثمانية وليست العربية كما يعتقد البعض وذلك قبل صعود القوميين الأتراك، لكن ما فعله حزب الاتحاد والترقي هو محاولة محي اللغة العربية تماماً وإجبار العرب على التكلم بالتركية بدلاً من لغتهم.

- بشكل عام كان السلاطين في الدولة العثمانية من المتصوفين السنة وأقرب للمذهب الشافعي.

- كانت الدولة العثمانية في عصرها الذهبي دولة متسامحة دينية، قبلت للجميع ممارسة شعائرهم سواء من الطوائف الاسلامية كالشيعة والعلوية أو من الديانات الأخرى كالمسيحية واليهود، ويؤخذ لهذه الدولة أن اليهود الاسبان والبرتغاليين لجأوا إليها بعد أن سقطت الأندلس ومحاولة محاكم التفتيش اجبار الجميع على التحول إلى المسيحية، لذلك على من يصفق للدولة العثمانية الالتزام بهذا المبدأ أيضاً!

- من المآخذ على الدولة العثمانية محاولتها تركيز الثروات والمبدعين والمثقفين في العاصمة التركية، ويروى في بعض كتب التاريخ أن المهني المحترف في العالم العربي كان يؤخذ إلى هناك لتطوير الصناعة في العاصمة، وهو ما كان سبباً مع الزمن في تراجع العلوم والثقافة والاحترافية في المنطقة العربية في سبيل تطوير وتقوية مركز الدولة، وهو تطوير كان فاقد الرؤية الاستراتيجية البعيدة المدى واللا مركزية.


- أسوأ نقطة مثبتة في تاريخ العثمانيين هو ما يعرف بنظام الدوشرمه (ضريبة الدم) ، وهو نظام فرض أخذ طفل من كل 5 أبناء للأسر المسيحية وتحويله إلى الاسلام وضمه للجيش الانكشاري أو تطويرهم في وظائف إدارية للدولة بحيث يكونوا قياديين أصحاب طاعة عمياء للسلطان... واستمر هذا القانون مطبقاً حتى عام 1826عندما أنهاه السلطان محمود الثاني، علماً أنه في القرنين السادس عشر والسابع عشر خف استعماله كثيراً بسبب صعود طبقة من المسلمين المعارضين له لتعارضه مع تعاليم الدين السمحة ولا إكراه في الدين.

ملخص : كانت الدولة العثمانية في أوجها قوية حمت الاسلام والعروبة لسنوات طويلة وإنكار ذلك هو كإنكار الشمس، لكن مشكلتها العامة كانت بالمركزية المفرطة، وبعد ذلك تبين خطر أن العرق يسيطر على البشر في بعض اللحظات ويتفوق على الدين في بعض الفترات وهذا مثبت تاريخياً ليس فقط مع الدولة العثمانية بل في كل مكان، وهنا كان صعود الأتراك القوميين مما جعل كل العرب في مهب الريح، ويجب التذكير أن سر قوة الدولة العثمانية كان الوحدة والاتحاد والإيمان بالأهداف، وهو أمر يمكن تحقيقه دوماً وليس بالضرورة أن يحكمنا عثمانيون لتحقيقه، فهو تحقق في عصور سابقة كعصر الخلفاء الراشدين والأموي والعباسي!.


يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الاكثر مشاهدة